من طرف نانسى الامل أبريل 3rd 2009, 3:11 pm
داليا نجيب أصغر مديرة دار مسنين فى مصر: التعامل مع الكبار أصعب من التعامل مع الأطفال.. لأن الطفل ممكن يتعاقب لكن الكبير عاوز هو اللى يعاقبك ◄مكتب التنسيق هو اللى دخلنى خدمة اجتماعية وأول 15 يوما فى الدراسة لم أذهب إلى الكلية
وجه عشرينى مقبل على الحياة لا يكف عن الابتسامة فى عالم يودع الحياة، وجه يستوقفك عندما تراه فى هذا العالم المسن الذى يعشق هذا الوجه, إنها داليا نجيب مديرة دار «أم هانئ للمسنين» وهى أصغر مدير دار للمسنين فى مصر، لم يخطر ببالها يوماً أن تعمل مع المسنين.. «مكتب التنسيق ومجموعى هو اللى أهلنى لكلية الخدمة الاجتماعية كان كل فكرتى عن العمل الاجتماعى هو أبلة الهلال الأحمر، والكانتين، والرحلات وأول 15 يوما فى الدراسة لم أذهب للكلية».
تفوق داليا وتميزها دفع صاحبة دار «أم هانئ» للاستعانة بها فى أحد مشروعات المسنين، ومن هنا بدأت العمل بالدار من عام 2000 حتى أصبحت مدير إدارة الدار الآن.
تقول داليا: «العمل مع المسنين هو السهل الممتنع .. هما ممكن يحكوا الحكاية أكتر من 7 مرات وممكن 7 خناقات فى اليوم، بس لما بيكون كل واحد حاجاته كلها موجودة خلاص الموضوع بيكون سهل، وعموما السيدات أسهل فى التعامل لأنهم متعودين على التبعية، لكن مع الراجل الوضع بيختلف لأنه كان بيشتغل ورب أسرة وفجأة بيلاقى نفسه هنا وفى حد مسئول عنه عكس الدور اللى كان هو بيقوم بيه ده يجعل التعامل صعب شوية، وأهم حاجة للى فى مكانى هى الصبر، وأنا بحاول أتعامل معهم بالعدل، وأنفذ للكل طلباته بنفس القدر من غير أى تفرقة».
رغم أنها مديرة الدار والمسئولة عن كل كبيرة وصغيرة إلا أن العائد المادى ضعيف جداً، لدرجة أن أهلها يلحون من آن إلى آخر أن تبحث عن عمل مجز ماديا لتفوقها فى مجالها وبعيدا عن جو كبار السن، لكن كل ذلك لم يقف أمام تمسكها بالدار.. «لو رجع بيا الزمن وخيرونى بين كلية الطب والخدمة الاجتماعية هختار الخدمة الاجتماعية بس المشكلة إن المجتمع لا يعطى مهنة الإخصائى الاجتماعى قدرها، ولا يوجد وعى عند الناس بأهمية هذا الدور، و90 % من الدارسين لا يحبون مجال الخدمة الاجتماعية ولا يعملون به بعد الدراسة وبيعتبروها شهادة وخلاص».
داليا مسئولة عن 40 مسنا و10 بنات أيتام: «أنا بقيت زى الجراح بحاول أداوى آلامهم بقدر استطاعتى وألاقى لأولادهم أسباب عشان أخفف عنهم أقول مثلا المكان عندهم فى البيت ضيق أو الحياة بقيت مشغوليات».
وتبتسم داليا: «بصراحة أحيانا بحس إن أنا زيهم كبيرة فى السن وممكن أمرض زيهم بس فعلا أنا جربت العمل باحثة اجتماعية وكان مجزيا ماديا بس ما قدرتش أكمل ورجعت تانى» وبإصرار عجيب تقول:«لو جابولى مليون شغل على شغلى مش هسيب العمل مع المسنين أنا فى البيت بفكر فى أكلهم وشربهم وكل حاجة عنهم، الدعوة منهم فى اليوم عندى بالدنيا وأغلى من أى فلوس».
خرجت داليا من عملها فى الدار بخبرات كثيرة: «التعامل مع المسنين أصعب من التعامل مع الأطفال لأن الطفل ممكن تعاقبيه أما المسن ماينفعش دى ناس كبيرة فى السن «مبتسمة» بس أنا بعاقبهم من خلال تغيير المعاملة المعتادة أو لا أبتسم فى وجهه، بس اتعلمت إن تراب بابا وماما فوق راسى ومش عايزاهم يتبهدلوا أبداً، استفدت التحكم فى المشاعر، وإمتى آخد قرار صح، وأخذت منهم خبرة السنين من الزمن اللى فات وخبرتهم فى الإدارة».
مشكلة داليا الوحيدة هى الروتين لكن الحل عندها: «بتغلب عليه بالرحلات التى لا أستمتع بها إلا معاهم، جربت رحلة مع أصدقائى ولكنى لم أستمتع كما استمتعت معهم».