يمكن أن نعتبر العصر الحديث بكل ما فيه من تطورات وتقنيات وآليات ووسائل اتصال سلاحا ذا حدين من جهة تأثيره على تدين الشباب.
فقد يؤدي الى انصرافهم عن الدين بحجة أن الحياة المادية توفر للشباب كل شيء فلا تجعل من الدين سوى هامش ضيق في حياتهم، بل قد يرونه عامل إعاقة امام حرياتهم وشهواتهم.
وقد يؤدي الى التمسك بأهداب الدين على اعتبار ان الدلائل والاثباتات التي يحتاجها المتدين أو الذي على اهبة التدين، في تقدير اهمية الدين متوافرة، وهي ملء السمع والبصر.
لكننا ونحن نحدق في واقع الشباب غير المتدين، أو المتدين الذي لا يفهم من دينه سوى السطح، نحتاج الى ان نقنع المتدين بضرورة الدين وصلاحيته لكل عصر، وان نزيد في وعي المتدين ليزداد حبا لدينه وتمسكا به وعملا بتعاليمه، وتلك هي مهمة المربين اباء ومدرسين ومبلغين وكتابا ووسائل اعلام صالحة.
ومهمة اقناع الشباب والفتيات بهذا الامر ليست بالمهمة العسيرة، فنحن نخاطب في الشباب فطرتهم النقية، وعقولهم المنفتحة، وقلوبهم السليمة، فما من شاب لا يعاني العقدة من الدين لسبب أو لآخر الا ويرى نفسه امام الدعوة الى الدين كالدعوة إلى الحب.. هل يرفضها؟
فالشاب والفتاة اليوم بحاجة الى الدخول الى عالم التدين عبر مداخل ثلاثة هي سمات العصر او ابرز ملامحه
1. مدخل المعرفة.
2. مدخل الحاجة.
3. مدخل اللذة.
فايما شاب يريد أن يكتب بحثا في اي باب من ابواب المعرفة، أو يريد ان يطلع على اسرار علم معين، أو يزيد في معلوماته عنه، لابد أن يرجع الى المكتبة لينقب في بطون المراجع والمصادر والكتب عن متطلبات بحثه.
وكلما امعن في التنقيب اكتشف اسرارا جديدة، وعلاقات فكرية لم يسبق له ان تنبه اليها، والى استنتاجات لم تكن تخطر له على بال، وهو في ذلك كله ينقل اجنحة فكره من روض الى روض، واذا بالابواب المغلقة تتفتح بابا فبابا وبالغامض المجهول قد اصبح واضحا معلوما.
انها عملية ريادة واستكشاف في عوالم مجهولة تتكشف آفاقها بالبحث والتأمل والسؤال والمتابعة. وقصة الدين هي قصة المعرفة فلا يحب الدين الا من يعرفه . والشاب اليوم ليس في صحراء قاحلة أو جزيرة مقطوعة.. انه حيثما مد يده امكنه أن يتناول ماء الاسلام وغذاءه ودواءه.
وبالبحث المتعمق والاسئلة التي لا توفر شبهة او اشكالا او شكا، والتفكير الحر والحوار المسؤول الذي ينشد الحقيقة، والرجوع الى المصادر الاصيلة الصحيحة، والانفتاح على اهل العلم والخبرة تسترد النفس لهفتها، ويجد العقل اجوبة مسائله، وتقر عين القلب بما تقع عليه من اكتشافات باهرة، فمن روائع تعاليمنا الاسلامية ان الاسلام يدعو الى التقليد في فروع الدين كالصلاة والصوم، لكنه يدعو الى البحث والتحقيق والتدقيق والتمحيص والتفكر والتأمل والحوار في اصول الدين كالتوحيد والنبوة والمعاد.
ولو نظر اي شاب اليوم يتعرض الى وعكة صحية، أو ازمة تهدده في نفسه أو بدنه .. الا يسارع الى الطبيب الخبير ليعمل الاجراءات اللازمة لعلاجه وشفائه؟ واذا حصل عطل في جهاز الكومبيوتر الذي يعمل عليه، الا يتصل بالمهندس المختص ليعالج له الخلل او العطل الذي اصاب جهازه؟ وهكذا الحال في احتياجاته كلها.
فهو يشعر ان هناك حاجة فعلية للرجوع الى الخبراء المختصين لمعالجة ما يعترضه او يعترض حياته فيما لا يستطيع هو القيام به، الامن في الازمات والظروف العصبية، والمدد في ساعة العوز والفقر والفاقة، والنصرة في اوقات التحدي والمواجهة، والحاجة الى الالهام والتسديد فيما يقصر عنه والحاجة الى الانتماء والهوية فيما لا يخذله او يصيبه بالخيبة والخسران . والى جانب هذه الحاجات هناك حاجات اخرى تلح على الشاب وتطالبه بالبحث عما يرويها او يرضيها او يشبعها كالحاجة الى الحرية التي لا عبودية معها، والسعادة التي لا يشوبها شقاء.
هذه حاجات لا توجد عند طبيب بعينه ولا عند مهندس منظور، ولكنها متوفرة للطالبين الراغبين في عيادة الدين وصيدلية الاسلام.! فالدين وما يسده من تلك الحاجات ليس حاجة ثانوية او هامشية بل أنه حاجة اساسية لا غنى عنها لكل عاقل متبصر.
وحاجات العصر مهما تفاوتت درجاتها، وتحول بعض الكمالي منها الى ضروري وبعض الضروري الى كمالي، فان هناك حاجة اساسية ثابتة لا تتغير مهما تقدم العصر وتنور وتطور وهي الحاجة إلى الدين، فهي حاجة قائمة منذ ان كان الانسان حتى ليمكن القول ان الدين اذا لم يكن موجودا لاخترعناه.
واما اللذة، فاي شاب او فتاة لا تبحثان عنها؟ اننا نقيم علاقات الصداقة لنشعر باللذة الاجتماعية والعاطفية، ونتناول الاطعمة والاشربة ونعاشر ازواجنا لنشعر باللذة الحسية الجسدية، ويرسم الفنان لوحاته ويكتب الشاعر قصائده ويضع المهندس تصاميمه ليشعر كل واحد منهم بلذة الابداع، بل حتى الذين يرتادون المصحات والعيادات النفسية ويبحثون عن وصفات وعقاقير لدفع الاكتئاب والقلق والاضطراب انما ينشدون صحة نفسية تعيد لهم شعورهم بالتلذذ.
لكن الكثيرين من الباحثين عن اللذة والمتعة قد لا يلتفتون الى لذة كبرى مجهولة .. وهي لذة ان يكون الانسان منسجما مع ما خلق له.. لذة أن يطيع معبوده ليتحرر من كل العبوديات التي تأسره وتذله، وليتصل بالغنى المطلق فيما يحقق له النجاحات والسعادات والانتصارات ‹‹الهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام عنك بدلا؟››.
انها حلاوة من نوع خاص .. ومتعة من لون آخر.. ولذة لا تضاهيها في كل لذائذ الكون لذة.. ان يكون الشاب ربانيا ومن انصار الله.. فكما لا يقدر الشاب متعة شيء الا بعد ان يتذوقه ويجربه .. فكذلك لا يقدر لذاذات التدين العظمى الا المتدينون الحقيقيون حتى قال قائلهم ‹‹لو يعرف الملوك ما نحن فيه من نعيم لقاتلونا عليه›› .
ان الاحاديث التي تقول ان الدين المعاملة و الدين النصيحة و الدين الحب تعني ان الدين يتوسل بعباداته وشعائره ليتوصل الى هذه النتائج الاجتماعية التي يؤكد العصر عليها فالدين واسع سعة الحياة ذاتها، وقد صدق من قال: كما يحتاج الانسان الى الماء والهواء كذلك يحتاج الى الله .
فقد يؤدي الى انصرافهم عن الدين بحجة أن الحياة المادية توفر للشباب كل شيء فلا تجعل من الدين سوى هامش ضيق في حياتهم، بل قد يرونه عامل إعاقة امام حرياتهم وشهواتهم.
وقد يؤدي الى التمسك بأهداب الدين على اعتبار ان الدلائل والاثباتات التي يحتاجها المتدين أو الذي على اهبة التدين، في تقدير اهمية الدين متوافرة، وهي ملء السمع والبصر.
لكننا ونحن نحدق في واقع الشباب غير المتدين، أو المتدين الذي لا يفهم من دينه سوى السطح، نحتاج الى ان نقنع المتدين بضرورة الدين وصلاحيته لكل عصر، وان نزيد في وعي المتدين ليزداد حبا لدينه وتمسكا به وعملا بتعاليمه، وتلك هي مهمة المربين اباء ومدرسين ومبلغين وكتابا ووسائل اعلام صالحة.
ومهمة اقناع الشباب والفتيات بهذا الامر ليست بالمهمة العسيرة، فنحن نخاطب في الشباب فطرتهم النقية، وعقولهم المنفتحة، وقلوبهم السليمة، فما من شاب لا يعاني العقدة من الدين لسبب أو لآخر الا ويرى نفسه امام الدعوة الى الدين كالدعوة إلى الحب.. هل يرفضها؟
فالشاب والفتاة اليوم بحاجة الى الدخول الى عالم التدين عبر مداخل ثلاثة هي سمات العصر او ابرز ملامحه
1. مدخل المعرفة.
2. مدخل الحاجة.
3. مدخل اللذة.
فايما شاب يريد أن يكتب بحثا في اي باب من ابواب المعرفة، أو يريد ان يطلع على اسرار علم معين، أو يزيد في معلوماته عنه، لابد أن يرجع الى المكتبة لينقب في بطون المراجع والمصادر والكتب عن متطلبات بحثه.
وكلما امعن في التنقيب اكتشف اسرارا جديدة، وعلاقات فكرية لم يسبق له ان تنبه اليها، والى استنتاجات لم تكن تخطر له على بال، وهو في ذلك كله ينقل اجنحة فكره من روض الى روض، واذا بالابواب المغلقة تتفتح بابا فبابا وبالغامض المجهول قد اصبح واضحا معلوما.
انها عملية ريادة واستكشاف في عوالم مجهولة تتكشف آفاقها بالبحث والتأمل والسؤال والمتابعة. وقصة الدين هي قصة المعرفة فلا يحب الدين الا من يعرفه . والشاب اليوم ليس في صحراء قاحلة أو جزيرة مقطوعة.. انه حيثما مد يده امكنه أن يتناول ماء الاسلام وغذاءه ودواءه.
وبالبحث المتعمق والاسئلة التي لا توفر شبهة او اشكالا او شكا، والتفكير الحر والحوار المسؤول الذي ينشد الحقيقة، والرجوع الى المصادر الاصيلة الصحيحة، والانفتاح على اهل العلم والخبرة تسترد النفس لهفتها، ويجد العقل اجوبة مسائله، وتقر عين القلب بما تقع عليه من اكتشافات باهرة، فمن روائع تعاليمنا الاسلامية ان الاسلام يدعو الى التقليد في فروع الدين كالصلاة والصوم، لكنه يدعو الى البحث والتحقيق والتدقيق والتمحيص والتفكر والتأمل والحوار في اصول الدين كالتوحيد والنبوة والمعاد.
ولو نظر اي شاب اليوم يتعرض الى وعكة صحية، أو ازمة تهدده في نفسه أو بدنه .. الا يسارع الى الطبيب الخبير ليعمل الاجراءات اللازمة لعلاجه وشفائه؟ واذا حصل عطل في جهاز الكومبيوتر الذي يعمل عليه، الا يتصل بالمهندس المختص ليعالج له الخلل او العطل الذي اصاب جهازه؟ وهكذا الحال في احتياجاته كلها.
فهو يشعر ان هناك حاجة فعلية للرجوع الى الخبراء المختصين لمعالجة ما يعترضه او يعترض حياته فيما لا يستطيع هو القيام به، الامن في الازمات والظروف العصبية، والمدد في ساعة العوز والفقر والفاقة، والنصرة في اوقات التحدي والمواجهة، والحاجة الى الالهام والتسديد فيما يقصر عنه والحاجة الى الانتماء والهوية فيما لا يخذله او يصيبه بالخيبة والخسران . والى جانب هذه الحاجات هناك حاجات اخرى تلح على الشاب وتطالبه بالبحث عما يرويها او يرضيها او يشبعها كالحاجة الى الحرية التي لا عبودية معها، والسعادة التي لا يشوبها شقاء.
هذه حاجات لا توجد عند طبيب بعينه ولا عند مهندس منظور، ولكنها متوفرة للطالبين الراغبين في عيادة الدين وصيدلية الاسلام.! فالدين وما يسده من تلك الحاجات ليس حاجة ثانوية او هامشية بل أنه حاجة اساسية لا غنى عنها لكل عاقل متبصر.
وحاجات العصر مهما تفاوتت درجاتها، وتحول بعض الكمالي منها الى ضروري وبعض الضروري الى كمالي، فان هناك حاجة اساسية ثابتة لا تتغير مهما تقدم العصر وتنور وتطور وهي الحاجة إلى الدين، فهي حاجة قائمة منذ ان كان الانسان حتى ليمكن القول ان الدين اذا لم يكن موجودا لاخترعناه.
واما اللذة، فاي شاب او فتاة لا تبحثان عنها؟ اننا نقيم علاقات الصداقة لنشعر باللذة الاجتماعية والعاطفية، ونتناول الاطعمة والاشربة ونعاشر ازواجنا لنشعر باللذة الحسية الجسدية، ويرسم الفنان لوحاته ويكتب الشاعر قصائده ويضع المهندس تصاميمه ليشعر كل واحد منهم بلذة الابداع، بل حتى الذين يرتادون المصحات والعيادات النفسية ويبحثون عن وصفات وعقاقير لدفع الاكتئاب والقلق والاضطراب انما ينشدون صحة نفسية تعيد لهم شعورهم بالتلذذ.
لكن الكثيرين من الباحثين عن اللذة والمتعة قد لا يلتفتون الى لذة كبرى مجهولة .. وهي لذة ان يكون الانسان منسجما مع ما خلق له.. لذة أن يطيع معبوده ليتحرر من كل العبوديات التي تأسره وتذله، وليتصل بالغنى المطلق فيما يحقق له النجاحات والسعادات والانتصارات ‹‹الهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام عنك بدلا؟››.
انها حلاوة من نوع خاص .. ومتعة من لون آخر.. ولذة لا تضاهيها في كل لذائذ الكون لذة.. ان يكون الشاب ربانيا ومن انصار الله.. فكما لا يقدر الشاب متعة شيء الا بعد ان يتذوقه ويجربه .. فكذلك لا يقدر لذاذات التدين العظمى الا المتدينون الحقيقيون حتى قال قائلهم ‹‹لو يعرف الملوك ما نحن فيه من نعيم لقاتلونا عليه›› .
ان الاحاديث التي تقول ان الدين المعاملة و الدين النصيحة و الدين الحب تعني ان الدين يتوسل بعباداته وشعائره ليتوصل الى هذه النتائج الاجتماعية التي يؤكد العصر عليها فالدين واسع سعة الحياة ذاتها، وقد صدق من قال: كما يحتاج الانسان الى الماء والهواء كذلك يحتاج الى الله .