كلما تقدم عمر الإنسان كلما زادت حساسيته للمواقف التي تواجهه، وكمثال: الطفل في سن الخامسة لا يغضب إلا لبضعة دقائق لو صفعه احد أصدقائه، في سن العاشرة تزيد مدة الغضب وتمتد لساعات، في سن الخامسة عشر يتحول الغضب لشعور بالإهانة وضرورة الثأر ويتعكر صفوه لأيام، في العشرين أكثر حساسية..
وهكذا فكلما تقدم العمر تكون شدة الحساسية أكثر وقد لا نستطيع النوم لمجرد أن احد نظر إلينا نظره لم تعجبنا، أو قيل لنا ما لا يرضينا.
إن الحياة مليئة بالمفاجآت سوء كانت تسعدنا أو تعكر صفونا، ونحن في درب الحياة مع غيرنا من البشر، نتقبلهم بحالهم ونتعامل مع كل من فيها حسب علمه وتفكيره وعقائده، كمن يمشي مع طفل لابد له إن يقصر من خطواته ولا يطلب من الطفل أن يسرع،،
سبحان الله العلي القدير الذي خلق لنا حياة الدنيا متنوعة ومتجددة باستمرار لعلمه بنا وبأننا نمل من النمط المستمر الثابت، فكل ساعة من اليوم تختلف عن غيرها سواء كانت نهاراً أو ليلاً، إننا نستعد للشتاء ونلبس الصوف وغيره مما يقينا البرد، وكذلك في الصيف، أي أننا نتأقلم على المناخ، لأنه من المستحيل أن نحول الطقس على ما تشتهي أنفسنا حتى ولو بتكيفات الهواء.
إذا علينا أن نكون أقوى من تحديات الحياة، وألا نقف أمام ما يعكر صفونا، ونعلوا عن تفاهات الغير وإسائتهم لنا، ونحمد الله الذي زادنا علماً ونضجاً ونعلم أن القوة في التسامح وليست في الأخذ بالند ومعاملة من يعاملنا بالمثل، ولا ننسى أن نمشي كما ذكرت ( على مقدار خطى من نسير معه في درب الحياة )..
رائع أخي.. أختي.. أنك تعلم ما يسعدك وتفعله، وكل منا يعرف ما يخرجه من جو الكآبة والحزن، وعلينا أن ننسى ونتجاهل ما يعكر صفونا ونفكر فيما يسعدنا ويريح أعصابنا، ولا نجعل المشاكل تسيطر علينا وتملئ حياتنا، أما إن واجهتنا مشكلة ولابد لها من حل، نحاول بقدر المستطاع ألا نتخذ قراراتنا في حالة الغضب وإلا ندمنا اشد الندم..
وعلينا أن نهدئ أولا ونثق في أن هناك مخرج باستمرار من أي ضيق، ثم نفكر بهدوء أعصاب في حل المشكلة من جميع الزوايا ونختار الحل الأمثل الذي فيه الصالح للجميع ونبعد عن الأنانية، فقمة المتعة في التضحية بالذات.
سنواصل وإياكم مشوار الحياة الجميل ( كن جميلا ترى الوجود جميلا ).