غالب الجلوس مع الناس يبعثر الجهد ويشتت القلب ويضيع الوقت ويمزق ثوب العمر
والجلوس مع الله أنس للخاطر وراحة للقلب وزيادة للأجر ومحو للسيئات وبركة في الزمان.
الحاجة إلى الناس فقر حاضر وهم دائم وذلة ثابتة ورق جاثم، والحاجة إلى الله وسؤال الملك القدوس غنى مبارك وعبودية وعزة وشرف وعلو وإنقاذ للنفس من عبودية البشر، الثقة بالناس عنوان خور الطبع وفوت الحزن وضعف اليقين وقلة المعرفة، و الثقة بالله ركون إلى القوة التي لا تغلب والركن الذي لا يضام والكنف الذي لا يرام
الاشتغال بالناس ملهاة للنفس عن الواجب ومضيعة للعمر في بيداء التوافه وصرف للزمان في ما لا ينفع، والاشتغال بالله بهجة للقلب وراحة للروح وأمان للنفس من نوازع الشر وبستان للعارفين فيه يأنسون وينعمون..
ذكر الناس قسوة للقلب وصرف للساعات ومجلبة للسيئات ومحق للحسنات.. وذكر الله شفاء من الهموم والغموم ونجاة من الشكوك وجنة من لم يدخل جنة الآخرة، فذكر نعيم الأبرار, وجنة الأخيار وروضة الصالحين، وقرة عين المتقين.
خاطرة: كثير من الناس ليس للوقت عنده قيمة، فتراه يدور في الأسواق بلا غرض ويشاهد المسلسلات بذهول، ويسهر الليل في اللهو واللغو وكأنه ما عرف لماذا خلق، وإلى أين يذهب. نعوذ بالله من الخذلان
علم لا ينفع: من علامات العلم الضار الذي لا ينفع صاحبه قسوة القلب وجمود العين وطول الأمل وحب الظهور والتصدر والتقدم على الأقران والتكالب على الدنيا وحب الثناء وكثرة الكلام والحسد والغضب من النصيحة ومحبة كثرة الأتباع وعشق الألقاب الفخمة والازدراء بالآخرين والتقصير في النوافل وحب الخلطة والفرار من العزلة فإذا وجدت هذه الخصال وأمثالها في طالب علم تم هلاكه واستحكم مرضه وزاد بلاؤه.
رسائل حية: يقول أحد العلماء: عليك أن تشغل نفسك بطاعة الله عز وجل وعبادته وذكره وشكره، فإنه سوف يدافع عن الذين آمنوا وما دامت في الخدمة فأبشر بمن يردّ عنك كيد الكائد وحسد الحاسد فما عليك إلا أن تقوم بواجب العبودية وترك ما تكفّ الله به فالله منجز وعده ولا يخلف عهده.
من كتاب هكذا حدثنا الزمان الشيخ د / عائض القرني